أتدري من الصحابي الذي قال عنه رسول الله شهيد يمشي على وجه الأرض

إن أحد المبشرين بالجنة ، و أحد الثمانية الذين سبقوا للإسلام ، و أحد الستة أهل الشورى الذين توفي الرسول صلى الله عليه و سلم و هو راض عنهم .

و حتى تعرف من هو هذا الصحابي و لماذا عرف بالشهيد يمشي على وجه الأرض يجب أن نذكر شيء مما شُهد له هذا الصحابي رضي الله عنه في غزوة أحد .

حين مالت الكفة لصف الكفار و حاصروا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و قد كسرت رباعيته ( مقدمة أسنانه ) و شج رأسه وكان كل من الكفار يريد قتله ، فتمعنوا جيدا في القصة

وأخرج النسائي من حديث يحيى بن أيوب وآخر ، عن عمارة بن غزية ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : لما كان يوم أحد ، وولى الناس ، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية في اثني عشر رجلا ، منهم طلحة ، فأدركهم المشركون ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من للقوم ؟ قال طلحة : أنا ، قال : كما أنت . فقال رجل : أنا . قال : أنت ، فقاتل حتى قتل ، ثم التفت فإذا المشركون ، فقال : من لهم ؟ قال طلحة : أنا . قال : كما أنت ، فقال ، رجل من الأنصار : أنا ، قال : أنت . فقاتل حتى قتل ، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة ، فقال : من للقوم ؟ قال طلحة : أنا ، فقاتل طلحة ، قتال الأحد عشر ، حتى قطعت أصابعه ، فقال : حس ، فقال ، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو قلت : باسم الله لرفعتك الملائكة ، والناس ينظرون " . ثم رد الله المشركين.

فكان يتحمل بجسمه السهام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتقي النبل عنه بيده حتى شلت يده، وشج رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى صعد على صخرة، وأتاه أبو بكر وأبو عبيدة، فقال لهما الرسول صلى الله عليه وسلم : " اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر"، ثم قال لهما: "عليكما صاحبكما"، فأتيا إلى طلحة فوجداه في حفرة، وبه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة، وقد قطعت إصبعه .

وعن جابر - رضي الله عنه - قال : نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طلحة بن عبيد الله قال : " من أحب أن ينظر إلى رجل يمشي على وجه الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى هذا " . وفي رواية : من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " . رواه الترمذي . 

وحينما نزل قول الله تعالى: { مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } (23)  سورة الأحزاب ،  قال النبي (: " طلحة ممن قضى نحبه " .